سيغفر الرب للجميع إلا باجيو".. حكاية جملة كتبت على جدار الفاتيكان
3 years

كتب- صبري سراج:
وسط 94 ألف مشجع حمل روبرتو باجيو جبل آمال الإيطاليين على كتفيه وتقدم بقدم مصابة لتسديد ركلة الترجيح الأخيرة لبلاده أمام تافاريل حارس البرازيل.
مشوار إيطاليا في البطولة لم يكن سهلا ولم تشفع قاطرة باجيو التي جرت بلاده إلى نهائي المونديال له حين أهدر ركلة الترجيح لينال بعدها أشهر ادعاء ديني في التاريخ.
قبل أيام من سقوط "ذيل الحصان المقدس" كان باجيو يعبر ببلاده دورا تلو الآخر إلى النهائي الحلم.
كعادتها، بدأت إيطاليا كأس العالم بشكل سيئ، فتلقت خسارة من أيرلندا 0-1، ثم الفوز بشق الأنفس على النرويج بنفس النتيجة، والتعادل 1-1 مع المكسيك، لتتساوى المنتخبات الأربعة في المجموعة في الرصيد النقطي (4 نقاط)، لكن إيطاليا تأهلت ثالثة خلف المكسيك وأيرلندا.
وصلت إيطاليا لثمن النهائي حيث وجدت نفسها متأخرة قبل دقيقتين من النهاية 0-1 أمام نيجيريا التي كانت تشارك في البطولة لأول مرة، بهدف للاعب الزمالك المصري وقتها إيمانويل أمونيكي.
هنا ظهر أفضل لاعبي العالم باجيو وسجل هدفا من على حدود منطقة الجزاء، ثم أضاف آخر من ركلة جزاء في الوقت الإضافي، لتتأهل إيطاليا للدور التالي.
ظلت النتيجة 1-1 في مباراة ربع النهائي أمام إسبانيا حتى الدقيقة 88، قبل أن تصل الكرة لباجيو الذي راوغ الحارس زوبيزاريتا وسجل هدف التأهل للمربع الذهبي ليصبح بطل إيطاليا من جديد.
في نصف النهائي ضد بلغاريا سجل باجيو ثنائية، في أول نصف ساعة من اللقاء، ليصل إلى 5 أهداف في تلك النسخة من المونديال، وتفوز إيطاليا بالمباراة.
لكن في النهائي الذي انتهى سلبيا أمام البرازيل -في حدث لم يتكرر في تاريخ المونديال- اتجه المنتخبان لركلات الترجيح. تقدمت البرازيل 3-2، قبل ركلة من النهاية، بعدما أهدر للآزوري فرانكو باريزي ودانيلو ماسارو، فيما أهدر للسيليساو مارسيو سانتوس.
كان على باجيو أن يسجل ركلة إيطاليا الخامسة على أمل إهدار البرازيل لآخر ضربة كي يلعب المنتخبان ركلة أمام ركلة.. لكن القدر لم يكن رحيما بأسطورة إيطاليا.
سدد باجيو الكرة في السماء فوق العارضة على عكس عادته لينتهي حلم الآزوري في اللقب الرابع، ليتحول البطل إلى ملعون.
لم ير جمهور إيطاليا باريزي وماسارو وهما يهدران قبل باجيو، فقط رأى الجميع باجيو المعشوق والبطل وهو يطيح كرته في المدرجات. اجتمعت إيطاليا لقتل باجيو بقدر محبتهم له.. ودوّن أحدهم على جدران الفاتيكان تلك العبارة التي تغلغلت في الموروث الشعبي الإيطالي إلى الآن: "سيغفر الرب للجميع إلا باجيو".